الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هيثم المكّي يصرّح: القضاء ينتهج سياسةُ لترهيب الصحفيّين

نشر في  19 أفريل 2016  (16:54)

مَثل الإعلامي هيثم المكّي مؤخّرًا أمام فرقة مقاومة الإجرام للحرس الوطني ببن عروس، على إثر إستدعاء تلقّاهُ قصدَ سماعهِ بشأنِ شكايةٍ تقدّم بها للقضاء رجلُ الأعمال المعروف شفيق الجرّاية. ولإستيضاح حيثيّات هذا الموضوع، قال الصُّحفي هيثم المكّي خلال محادثةٍ جمعتهُ بـالجمهورية يوم الثلاثاء، أنّهُ تفاجأ بدعوتهِ للحضور لدى الوحدة الأمنيّة لمقاومة الإجرام للتحقيق معهُ في خصوص عملٍ صحفي أجراهُ بإحدى الحصص الإذاعيّة وذلك في إطار الصحافة الساخرة التي ما فتئ يشتغل عليها منذ سنوات، مضيفًا أنّه تناولَ خلال إحدى حلقاتهِ من زاوية نقديّة بَحتة تعامُل رجل الأعمال شفيق الجرّاية إزاء قضايا الإرهاب بطريقة مَعيبة لا تعكسُ مواقفهُ الداعمة للجماعات الإرهابيّة والمتطرّفة، بحسْب تعبيره.

وأعرب المكّي عن إستنكارهِ وشجبهِ البالغيْن حيالَ ما إعتبرهُ سياسةً ممنهجةً يتّبعها جهاز القضاء ترمي إلى ترهيب الصحفيّين وإحجامهم عن أداء واجبهم المهني وفق أساليبَ وممارساتٍ تتعارض مع القانون وإستقلاليّة السلطة الرابعة، مشيرًا في ذات السياق إلى أنّهُ لم يتعرّض أثناء مساءَلتهِ التي خضع لها إلى أيّة خروقات أو تجاوزات تمسّ من كرامتهِ وحرمتهِ الجسديّة والمعنويّة، على حسب قوله.

وأردف محدّثنا أنّ عناصر فرقة مقاومة الإجرام أبدوا تعاملًا مهنيًّا وحرفيًّا ملفتا تجاههُ، قائلًا في هذا الصدد "إحقاقا للحق، لقد تلقّيتُ معاملةً في قمّة الأخلاق والمهنيّة والإحترام، ولا يمكن لي بأيّ حالٍ من الأحوال التجنّي أو الإدّعاء باطلًا."

وأكّد هيثم المكّي، أنّه ورغمَ تواتر الملاحقات القضائيّة لأقلام الصّحافة إستنادًا على فصول المجلّة الجزائية، إلّا أنّهُ خيّرَ المثولَ على وحدة مكافحة الإجرام إقتناعًا منهُ بصحّة عملهِ وبضرورة الخضوع للعدالة طالمَا لم يتجرّأ على تجاوز القانون، مستغربًا في الآن ذاتهِ تجاهلَ المؤسّسة القضائيّة للمراسيم المنظّمة والضابطة لعمل الصحافيّين وللهيئة العليا المستقلّة للإتصال السمعي والبصري التي إعتبرها بمثابة محكمةٍ إبتدائيّة، وفق إفادتهِ.

وأوضح الصحفي هيثم المكّي، أنّه بمثل هذه الممارسات المشينة لن تضمن البلاد ترسيخ منظومة صحفيّة متحرّرة من الجوْر والتكبيل، رغم إسهام "أشراف الصحافة" في كسب التحدّيات والإنجازات التي تحقّقت في الأعوام الأخيرة، مشدّدا على حتميّة تماسك الصحفيّين وتوحيد مواقفهم أمام ما يتهدّد القطاع من مخاطر محدّقة به، بحسب تعبيره.

الجدير بالذكر أنّ إحالة الزميل هيثم المكّي على أنظار فرقة مكافحة الإجرام ليست سابقةً من نوعها، فقد مثُل أمامها أيضا الصحفي وليد الماجري رئيس تحرير جريدة "آخر خبر" أواخر السنة المنقضية على خلفيّة مقال إستقصائي كشف تجاوزات خطيرة.

ماهر العوني